Contactez-nous au 01 85 52 11 80 ou contact@mosqueedepersan.fr

كورونا والأبعاد الثلاثة تذكير الشيخ محمد

15 Mar, 2020

كورونا والأبعاد الثلاثة

أذكّر نفسي وإخواني وأخواتي بهذه الأبعاد التي أستقيها من كتاب الله تعالى:

البُعد الكوْني

في أرضٍ كثر فيها المتجبّرون على مستوى المجتمعات والدّول، وفيها مَن لسان حالهم يقول: “مَن أشدّ منّا قوّة”؟ حينها اقرأ القانون الإلهي: ﴿… حَتّى إِذا أَخَذَتِ الأَرضُ زُخرُفَها وَازَّيَّنَت وَظَنَّ أَهلُها أَنَّهُم قادِرونَ عَلَيها أَتاها أَمرُنا لَيلًا أَو نَهارًا فَجَعَلناها حَصيدًا كَأَن لَم تَغنَ بِالأَمسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾ [يونس: 24]

واقرأ ﴿فَأَكثَروا فيهَا الفَسادَ * فَصَبَّ عَلَيهِم رَبُّكَ سَوطَ عَذابٍ﴾ [الفجر: 12-13]

واقرأ ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بِما كَسَبَت أَيدِي النّاسِ لِيُذيقَهُم بَعضَ الَّذي عَمِلوا لَعَلَّهُم يَرجِعونَ﴾ [الروم: 41] لتعلم أنّ سنن الله لا تتبدّل ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبديلًا﴾ [الأحزاب: 62]

البعد الإيماني

ينبغي للمسلم وقتَ الابتلاء أن يزيد ارتباطه بالله تعالى ويلجأ إليه بالضراعة والدعاء لرفع هذا البلاء عن أهل الأرض جميعا وليس عن نفسه فقط، رحمة بهم. قسوة القلب جعلت منّا مستهزئين، متبادلين نكت الفيروس ومقاطع السخرية. أين نحن من قوله تعالى: ﴿فَلَولا إِذ جاءَهُم بَأسُنا تَضَرَّعوا وَلكِن قَسَت قُلوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ ما كانوا يَعمَلونَ﴾ [الأنعام: 43] ؟ هذا الظرف فرصة لاتهام النفس بالتّقصير والعودة إلى تعالى، قل في نفسك: أيّ ذنب أذنبتُه حتّى يحصل هذا البلاء ؟ ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم وَيَعفو عَن كَثيرٍ﴾ [الشورى: 30]

البعد العملي

التضرع والتوبة علاقة بينك وبين الله تعالى، بقي دورك كخليفة في الأرض، يأخذ بالأسباب، أسباب الوقاية والعلاج. فعلى الأمة الاجتهاد في البحث الدواء ووسائل العلاج، وليس أن تنتظر الغير وتكتفي بالدعاء ﴿قُل يا قَومِ اعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّي عامِلٌ فَسَوفَ تَعلَمونَ﴾ [الزمر: 39] نعم ، “إنّي عامل” ولست منتظرا مترقّبا، تلك هي روح الرسالة “وما أرسلناك إلا رحمة العالمين”.

اقرأ ما جاء على لسان ذي القرنين الذي أخذ بأسباب القوة فحصل له التّمكين: ﴿قالَ ما مَكَّنّي فيهِ رَبّي خَيرٌ فَأَعينوني بِقُوَّةٍ أَجعَل بَينَكُم وَبَينَهُم رَدمًا﴾ [الكهف: 95] وبعد ذلك ﴿قالَ هذا رَحمَةٌ مِن رَبّي …﴾ [الكهف: 98]